Friday, January 15, 2010

الجلسة الأولى

في الحقيقة هذه هي الجلسة الثانية التي اشترك فيها مع المجموعة في الجلسة الأولى حاولت أعمل قائمة محتويات لجلساتنا. اكتشفت إنو بداية لازم أن أؤمن بوجود الله، غير المحدود، غير المحتاج،الأزلي وواجب الوجود. ثم ننتقل لمرحلة الاعتراف بالحاجة لأن يقوم الله بإرسال رسله، ثم نقوم بالتأكد من أن محمد هو خاتم الرسل. رغم أن شباب الحزب يؤمنون بالتوصل العقلاني إلى وجود الله وصحة الإسلام، إلا أن العقلانية تنتهي هنا. وبعد ذلك يبدأ الإيمان الحرفي بكل ما ورد في القرآن دون نقاش.
طبعاً أنا ليس عندي جواب حول الكون ومسألة الوجود. في الحقيقة أنا أؤمن بشكل مطلق بأن سؤال "من أين أتي الكون" هو سؤال أوجد ولم يكن موجوداً من قبل. بمعنى أن هذا السؤال وضع ليقود الناس إلى إجابة رغم أن هذا السؤال ليس له أساس. فكل ما على وجه هذه الأرض يحيا حياته دون أن يقوم بهذا الاستفسار. فلماذا عينا نحن أن نسأل هذا السؤال؟
على كل حال، عندما طرحت وجهة النظر هذه، مؤكداً على أنه لا يتوجب أن يكون هناك أي دور لمنظومة دينية حتى تنظم حياتنا، بل على العكس فنحن نحتاج إلى منظومة أخلاقية عامة لا علاقة للدين بها. مع التأكيد في الآن ذاته على حرية المعتقد للجميع، فهذا أحد الحقوق التي يجب أن يكفلها المجتمع دون أن تؤدي حرية المعتقد تلك إلى التعدي على الآخرين. هنا انطلق الشباب يتهمنوني بالانتماء للفكر الرأسمالي! أنا رأسمالي؟ لم أتوقع يوماً أن أنعت بذلك النعت!
على كل، انطلقنا نحاول التوصل إلى وجود الله. إنطلاقاً من تبصرنا في الكون، الإنسان والحياة، وهذه الثلاثة هي عناصر الوجود بالنسبة لهم. حاولنا وضع بعض القواعد للنقاش مثلاً أننا نتناقش في القضايا التي يدركها عقلنا،. ومن هنا دخلنا في تحليل المواد.
خذ على سبيل المثال الماء. هل يستطيع الماء. ما هو الماء وما هي خصائصه ومن أعطاه هذه الخصائص. ومن أين أتى؟ الماء هو سائل مكون من الهيدروجين والأكسجين، له صفات التجمد على 0 مئوي والتبخر عن 100. على ذلك اتفقنا. ولكن من أين أتى؟ لا بد أن وجه الكرة الأرضية لم يكن يحتوي على الماء طوال الوقت. بمعنى أن الماء عنصر استحدث فمن أين؟ وجهة نظري أنه استحدث نظراً لظروف معينة كانت مواتية لإنتاجه. فهكذا تحدث الأمور، ثم إن النظرية الفيزيائية تقول أن كمية الطاقة والمادة ثابتة ولا يمكن أن تفنى أو تستحدث، لكنها تتحول من شكل لآخر. (على ما اعتقد، فمعلوماتي في الفيزياء ليست موثوقة).على كل يبدو أن وجهة النظر هذه لم تعجب أحد الشباب فانطلق يتحدث عن كون الماء (عاجز وناقص ومحتاج) فهو عاجز عن التحول من شكل لآخر دون أن تقوم قوة خارجية بفعل ذلك، فهو يحتاج هذه القوة. وبما أنه عاجز على أن يتغير فهو لا بد عاجز عن أن يخلق نفسه.
لكنني لم أقل غير ذلك، فالظروف المحيطةهي التي جعلت الأكسجين والهيدروجين يتفاعلان لينتجان الماء. ولكن من أين أتى الهيدروجين والأكسجين؟ هل كانا موجودان دائما؟ ممممم أنا لا أعتقد ذلك. على الأغلب أنهما كانا شيئأً آخر (مثلاً بروتونات ونيوترانات والكتونا التقت فتحولت إلى تلك العناصر) ولكن من أين أتت تلك؟
لا بد أن كل هذه الأسئلة ستعيدنا إلى نقطة بداية الكون. فكل مادة وكل مكون من مكونات الكون الرئيسية لا بد أنه كان شيئأ آخر في عملية التحول المستمر والعظيمة هذه. لكن الشؤال الذي يطرح هنا: لو وصلنا إلى أصل كل المكونات التي يبنى منها هذا الكون؟ فهل هذه المكونات كانت دوماً موجودة؟ في الحقيقة أنا لا أعلم جوابا لهذا السؤال، لكن على ما يبدو فإن الشباب يملكون الإجابة.
طبعاً لم تكن دوماً موجودة، فبما أن ما أتى منها لم يكن دوماً موجوداً، وكان قد تحول من شيء لآخر، فلا بد أن مكوناته أيضاً ليست أزلية. لا أفهم السبب. لكنني لا اعترض بشكل عنيف على هذا الاستنتاج فربما يكون حقيقياً.
لكن، أن يقال أنه لا بد أن هناك من أوجد أصل الأشياء تلك، وأطلقها في حركة مستمرة إلى يومنا هذا. وبما أن صفة الأشياء هي العجز والاحتياج والمحدودية، فلا بد أن موجدها لم يكن عاجزاً أو محتاجاً أو محدوداً ولا بد، أيضاً، أن كان أزلياً.
رغم الراحة التي شعرت بها للحظة عندما وصلنا لهذا الاستنتاج، كانت هناك مشكلة واحدة جوهرية. كنت أحاول جاهداً أن أفهم معنى هذه الصفات الأربعة التي ألصقت بهذا الكائن:
غير المحدود، غير المتحتاج، واجب الوجود، والأزلي. بالتحديد كانت كلمة الأزلي هي التي أحاول أن أفهم معناها. فماذا تعني هذه الكلمة؟
تعني أنه ليس لهذا الكائن بداية، فقد كان قبل الزمن. ولكن ماذا يعني أن يكون الشيء أزليا. حاولوا معي أن تتخيلوا وجود شيء ليس فقط خارج المكان (فبالطبع قبل خلق الكون لم تكن هناك أمكنة) ولكن أيضاً دون زمان. هل لهذه الكلمة أي معنى؟
أنا شخصياً ليس عندي مسكلة مع مفهوم الإله، أو الروح التي ينبثق منها هذا الوجود، فهذه فكرة تبعث على الراحة، لكنن أفضل أن لا نقوم نحن، في محاولة التغطية عن عجزنا بإلصاق صفات لا نستطيع أن ندركها إلى هذه الروح.
طبعاً لم يأبه أحد لمشكلي، واعتبرها الجميع على أنها ليست مشكلة فمحمد كان قد قالتفكروا في مخلوقاته ولا تتفكروا في ذاته فتهلكوا. وهو يتبعون هذا المبدأ. وهناك حد عندهم للتفكير المنطقي فلا يجوز أن نتساءل عن ذات الإلهوالسبب واضح: إنها أكبر من أن ندركها. ولكن أليس الكون كذلك؟
على كل، كما قلت، ليس عندي مشكلة في الموضوع! فأنا قد أقبل بمبدأ وجود الإله، لكن كيف لهم أن يصلوا إلى الإيمان بالقرآن.

شو بساوي

من فترة وأنا مهتم بجماعة حزب التحرير. من بعيد بيظهرلي إنو هذه الجماعية هي الجماعة الوحيدة اللي بتشتغل بناء على خطة واضحة وهدف واضح لشو بدهم يعملو. الجماعة واضح إنهم قادرين إنهم يتوسعوا ويزيدوا من أعدادهم بشكل مضطرد وواضح كمان إنهم في كل واحد من نشاطاتهم بحاولوا يظهروا قوتهم وين وصلت. أنا دايماً بحكي إنو في يوم من الأيام راح نصحى ونلاقي البلد كلها مليانة رايات سود والحزب سيطر على كل شي، راح نفتح على الأخبار ونكتشف إنو في ليلة وحدة إحنا صرنا جزء من دولة جديدة عدد سكانها نص مليار أو يمكن أكثر. دولة بتعمل كل جهدها إنها تسيطر على العالم.
بالصدفة التقيت بصديق إلي من الحزب ولما اكتشف قديش أنا بعيد، رتبلي مجموعة من الجلسات مع عدد من أصدقاؤه. في هذه المدونة راح أحاول أكتب مجموعة الحوارات التي راح تتعلق في الدين والإيمان. بما إني مش قابض كل القصة، بتخيل إنها تكون مجموعة متميزة من الحوارات. ممكن في المستقبل أنتقل للحديث عن قضايا دينية مختلفة.